sokasonata

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

حياة كبيرة




هناك بعض الأشخاص لا يمكن الإمساك بهم ...
ليس لأنهم أذكى أو أقوى من الأشخاص الأخرين ،،،
أنهم فقط متأثرين بقوة خارقة ..
وفى الوقت الذى ولدت أنا فيه كانوا داخل المكان أسطورة بالفعل ..
قال البعض بأن هؤلاء الأشخاص كانوا مثل الأشباح غرقوا فى ذلك المكان قبل سنون طويلة ، اَخرون أدعوا بأنهم كانوا مثل الأشجار المغروسة داخل ذلك المكان ..
لكننى لم أعتقد فى مثل هذه التخمينات أو الخرافات ، كل ما أعرفه هو أننى كنت أحاول معرفة كل الأشخاص بشكل مباشر منذ كنت ولدا صغيراً فى عمر الزهور .
فى سرد روايتى مستحيل فصل الحقيقة عن الخيال ولكن أفضل ما يمكن أن أفعله أن أخبرها بالطريقة التى عشتها ، قد يعتقد البعض أنها لا تبدو معقولة دائماً وأغلب أحداثها لم تحدث .
قصة هروب
---------
حدث هذا فى ليلة شتاء داخل أسوار المكان ... الأطفال لم يسمح لهم بالخروج من العنابر بعد العاشرة مساءاً كنا ثلاثة معاً هناك فى تلك الليلة ( أنا .. هانى .. وحيد ... ) ولم يعلم أحدنا ماذا كان خارج المكان من المعلومات العامة أنه يوجد إنشاءات تتم خلال الليل لإنشاء مبنى جديد داخل أسوار المكان وكانت عربات الرمال تأتى محملة ليلاً لتصب الرمال داخل أسوار المكان .
- إذا خرجنا ماذا سيفعلوا معنا لو أكتشفوا أمرنا ؟؟ - لن نعرف حتى نخرج ونخوض التجربة بالهرب . - ولكننى سمعت أن العقاب قد يكون شديد للغاية ..
- أعتقد أنه لا يوجد أمر أخر سوى خوض تلك التجربة لمعرفة ماذا سيكون العقاب لنفعلها .
لقد فعلنها ليلاً تسللنا خارج أسوار العنبر دون أن يحس أحد بنا وقفزنا داخل إحدى عربات الرمال المفرغة .. كانت مغامرة رائعة أنذاك حيث لم يسمح لنا بعبور أسوار المكان طوال إقامتنا .. فى الحقيقة لقد وصلنا إلى منطقة المقطم دون أن يحس أحد بنا وعندما تم إكتشافنا تمت إعادتنا للمكان مرة أخرى ... ( يومها عرفت معنى العقاب الحقيقى ولكنى عرفت معنى المغامرة ) ...
...............................................................................
بعد تلك المغامرة وضعت خطتى لنيل أكبر قدر لى داخل أسوار المكان ..
لقد مارست لعبة كرة القدم بشكل متقن داخل المكان لقد كنت لاعب متميز دون شك يتمنى أى فريق أن ينال من مجهوداته فى أى مباراة تقام سواء على مبالغ مالية أو دون ذلك ..
فى الحقيقة أننا صنعنا أمجاد فى تلك الفترة الرائعة ..
الأن ، هناك وجهه نظر عندما يأتى رجلاً موضوعياً ويتجاوز كبرياءه ويعترف بأنه إرتكب خطأ فظيعاً ، فى الحقيقة أننى لم أكن أبداً رجلاً موضوعياً .. وما أذكره عن ذلك المكان ( أن أكثر المكافاَت تأتى فى النهاية ) .
عندما دخلت ذلك المكان وافقت على قضاء الوقت من أجل فهم لغز واحد فقط ( كيف يمكن أن يكون مكان ما غريباً جداً ومع هذا مألوفاً جداً ) ...
لقد شاهدت حفلات رقص وغناء كثيرة ، كنا نتسامر ليلاً دائماً لقد تحدثت مع الجميع من ( المحبين – المخلصين – الجبناء – الأقوياء – البلطجية – الضعفاء .. إلخ ) ..
ولكننى فى لحظة قررت أن أترك المكان ..
سألنى أحد الأصدقاء المقربين لى أنذاك :- لماذا ؟؟
قلت وأنا أنظر داخل المكان :- هذا المكان أفضل من أى مكان يمكن أن يتمناه أحد ، ولو أستقر بى المقام هنا سأكون محظوظاً جداً ، لكننى فى الحقيقة لست مستعد بعد للإستقرار بأى مكان .
قال صديقى المقرب :- ولكن لم يحن وقت خروجنا من ذلك المكان لماذا ترحل وتتركنا .
أجبت والدموع تترقرق فى عينى :- حسنا ، أن الأمر سيؤلم كثيراً الأن أنا أسف لكن ( مع السلامة ) .
- لن تجد مكاناً أفضل من هنا ... كانت تلك الجملة من صديقى المهذب بصوت عالى .
- فأجبت : أنا لا أتوقع هذا .
أسرع صديقى الخطى إلى وقال ( عدنى أن تتذكرنا دائماً ) .
قلت له والدموع محبوسة داخل عينى ( دائماً وأبداً سوف أتذكر كل تفاصيل ذلك المكان ) .
الحقيقة فى تلك الليلة توصلت إلى أمرين أولهما ( أن الحياة خارج أسوار المكان أسوء مما اتخيل ) والثانى ( أننى كنت مشتت وتائه بشكل يائس ) هذه الحياة سوف تصبح مقبرتى ورغم صعوبة الوصول إلى أهدافى ، كان مقدراً لى الوصول لها فى النهاية وأعتقد أنه فى النهاية لا يستطيع أحد تجنب الوصول إلى نهاية حياته .
أننى أرى فى مخيلتى كل شخص كان هناك ، وأنا أعنى كل شخص ( غير معقول ) الشئ الغريب وأنا أتذكر كل الأشخاص أنه لا يوجد وجه حزين بينهم كل شخص مسرور جداً ... عندما ترى كل الأمور من ذلك المنظور فأنت ترى حياة كبيرة ... وذلك ما يحدث
قالت معلمتى ذات يوم ( هل سمعت نكتة عديد من المرات حتى نسيت لماذا هى مضحكة ،، وبعد ذلك تسمعها ثانية وفجأة تشعر كأنها جديدة ,, وتتذكر لماذا أحببتها فى المرة الأولى ) .
أحياناً نسرد قصص عديدة حتى نصبح نحن القصة ،، أنها تستمر من بعدنا ،، وبهذه الطريقة تصبح خالدة .

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي